شهدت قلعة الفجيرة مساء اول من امس في استضافتها للجولة الثانية من بطولة السيف «المزافن»، التي تقام تحت رعاية سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي ولي عهد الفجيرة، حضورا جماهيريا حافلا اوضح مدى شغف السكان المحليين ووفود السائحين بتعرف على هذا الفن الشعبي الاصيل الذي تمتاز به بعض القبائل العريقة في دولة الإمارات «قبائل الشحوح».
حيث بدأت الحلقة الثانية من البطولة بفرز اصوات المتسابقين الثمانية في الجولة الماضية التي افرزت 32 ألفا و585 صوتا لمجموع المتسابقين، فيما تكللت الجولة السابقة بتأهل المتسابق الإماراتي عدنان راشد الحبسي بمجموع اصوات 28%، وسليمان بن علي الشحي بنسبة اصوات 26% الذي علق على تأهله وبكل ثقة بأن فوزه في التصفية الاولى كان متوقعا بالنسبة له. فيما تنافس 8 زفينة آخرين على لقب البطولة الجديدة وهم في انتظار تصويت الجمهور ليتأهل اثنان منهم إلى المرحلة الثانية، حيث بدأت عملية التصويت للمتسابقين في الجولة الثانية ومن المقرر ان تقف في مساء يوم الجمعة المقبلة وقبل انطلاق الجولة الثالثة.
حضور مميز
وشرف الجولة الثانية من بطولة السيف الشيخ راشد بن حمد الشرقي رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، والشيخ عبدالله بن سيف الشرقي مشرف عام البطولة وسيف سلطان السماحي المستشار الخاص لصاحب السمو حاكم الفجيرة والعميد محمد بن غانم مدير عام شرطة الفجيرة وبلال البدور المدير التنفيذي لشؤون الثقافة والفنون بوزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، ووفد غفير من الادباء والمثقفين الذين مثلوا الملتقى الثقافي بالإمارة في نفس اليوم والذي ضمن مجموعة متميزة من رؤساء تحرير الصحف المحلية والجامعات والهيئات الثقافية.
من جانبه أعرب بلال البدور المدير التنفيذي لشؤون الثقافة والفنون بوزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع عن شكره وتقديره لسمو ولي عهد الفجيرة. وقال: إن بطولة السيف من الفعاليات الرائدة والمساهمة في إرساء دعائم الثرات، وحافز لنا وكوزارة للاهتمام بالبطولات التراثية الحريصة على تسليط الضوء على الموروث الشعبي وتعريف الأجيال الحالية والقادمة بالمزافن والسيف.
تنافسات حماسية
وبدأت منافسات الجولة الثانية مع متسابقين المجموعة الاولى هما سالم احمد الحبسي رقم (77) ومحمد بن علي الشحي رقم (27)، قدما من خلالها اداء جيدا في التسري بالسيف واللقية والارتقاء والمحاورة، فيما تعرض سالم إلى هفوه في التقاط السيف في المرة الثاني، وعلقت لجنة التحكيم بالمستوى الجيد الذي قدمه كل المتسابقين في منافستهما مشيرين الى ضرورة الحركات القتالية التي تتميز بها هذه اللعبة التي لابد ان يبرزها المتسابق من خلال مزافنة، فيما اثنى المحكم راشد الشحي على طريقة استلام المتسابق محمد للسيف والتي اعتبرها من الإبداعات الحركية للزفين. وحصل من خلال هذه الجولة سالم الحبسي على 5. 25 من اصل 30 صوتا من التحكيم، و26 للمتسابق محمد الشحي.
واظهر المتسابقان هزاع سليمان الشحي رقم (21) ، ومحمد راشد سعيد راشد الحبسي رقم (30) براعة قتالية عالية في استعراضات المزافن بالسيف استنفرت حماسة الجمهور ولجنة التحكيم خصوصا في استعراض التلاحم بالسيف، و تمتع المتسابق هزاع الشحي بتحكيم من لجنة بثقة عالية بالنفس في المزافن، فيما وفق بثلاث رميات عالية الارتفاع وباستلام سليم في موقع الدائرة المحددة، وتمتع منافسه باداء استعراضي مثير للحماسة، لينال من خلالها المتسابق هزاع الشحي على أعلى تصويت من لجنة التحكيم لغاية الان وهو 6. 29 من اصل 30 فيما حصل منافسة على 25 صوتا.
وعلق المحكم راشد السويدي على منافسة المتسابق علي راشد سعيد حميد اليماحي رقم (20) والمتسابق سلطان عبدالله الشحي رقم (79)، في المجموعة الثالثة بالرائعة حيث كان اصوات اهتزاز السيف عالية لدرجة مسموعة، حصل من خلالها اليماحي على 5. 28، والشحي على 5. 24.
وتنافس في المجموعة الرابعة والاخيرة من الجولة الثانية كل من المزافن محمد حسن علي الكمزاري (63) ومنافسة أحمد بن راشد بن أحمد الشحي رقم (38) تقارب من خلالها المتنافسان في الاتزان والاداء، حيث حصل الأول على 24 صوتا والثاني على 5. 24 صوتا من لجنة التحكيم وتبقى بطاقة الفوز في يد تصويت الجمهور الذي سيحدد خلال الحلقة القادمة المتأهلين القادمين للجولة الاخيرة عبر رسائل القصيرة.
وتميزت الحلقة الثانية من برنامج (بطولة السيف) والتي بثت على قناتي الفجيرة وسما دبي من ميدان السيف في منطقة الفجيرة القديمة، بالحضور الجماهيري والحماس الذي رافق أداء المتسابقين الثمانية.
مستجدات البطولة
وأشار الشيخ عبد الله بن سيف الشرقي المشرف العام على تنظيم البطولة بأن اللجنة اعتمدت آلية جديدة للبطولة ستندرج تحت تفعيل الفعاليات المرافقة للبطولة على مدى ثلاثة ايام بدءا بيوم الخميس والجمعة والسبت، وذلك بتقديم استعراضات ولوحات شعبية مقدمة بمساهمة فرق المدارس الحكومية بالمنطقة، فضلا عن استمرار نشاط القرية التراثية المرافقة لأحداث للبطولة وتنظيم جلسات شعرية حيه بصورة اسبوعية لعدد من الشعراء المحليين، بالإضافة إلى تقديم عروض المسابقات التراثية والفقرات الشعبية.
حيث شهدت يوم الخميس الماضي استعراضات شعبية قدمها طلاب مدرستي ابن النفيس والريان لتعليم الاساسي، فيما قدمت وقبيلة الظهوريين من دبا الفجيرة استعراضا حيا لندبة الشحوح التي يتميز بها اهالي هذه المناطق في مناسباتهم الخاصة، وكان ذلك أمام الشيخ راشد بن حمد الشرقي الذي شهد الفعاليات المرافقة للبطولة وقام سموه بتجول في اركان القرية التراثية للتعرف على الجهات المشاركة وطبيعة مساهماتهم، واستمع لشرح مفصل عن أقسام القرية كهيئة الفجيرة للسياحة والآثار، ومؤسسة لؤلؤة التراث ومقتنيات عبدالله المزروعي ومتحف الطيبة وجمعية الحبوس للفنون والتراث الشعبي، ثم شاهد بعض اللوحات الشعبية من رقصات وأهازيج قدمتها مدرسة مريشيد للتعليم الأساسي.
فواصل
وفي ليلة جمعت التراث والشعر والفن جاءت إطلالة الفنانة ميثا صاحبة الصوت الناعم الشجي والأناقة المتميزة وقدمت مجموعة من الأغنيات التراثية بدأتها بـ صاحب زقر لمنادي ومنوعات من أغنيات فنان الإمارات الكبير ميحد حمد. أما الشاعر حمدان بن صروخ الدرعي فبدأ بقصيدة خاصة لبطولة السيف وقصيدة قصة وطن وأثنى على البطولة واهتمام سمو ولي عهد الفجيرة بالموروث الشعبي وربط الأجيال بتراث الأجداد وذكر مقولة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله : اللي ما له ماضي ما له حاضر
المصدر : البيان 14 نوفمبر 2010